الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

2010 الخرطوم مازالت تقرأ بل تكتب ياهؤلاء

مدخل ,,,

زمن الدنيا بي خيرا,,,

حالة أحباط عامة أنسحبت علي هذا الجيل سببها التشنيف وتكسير المقاديف الذي نجيده بمهارة فائقة,,
هذا الجيل المغلوب علي أمره تفنن هؤلاء المثبطين في أحباطه وأفساد كل ماهو جميل لديه,
وكل ذلك مرده أن البعض منا لأثبات جدارته وتفوقه يعمد لتحجيم الآخر وتبخيس بضاعته,,

لذا كان لزاما علينا أن نتجرد لهؤلاء ونستبين حقيقة هلا فعلا كانت الدنيا بي خيرا؟؟؟
لكي أكون منصف ,فهنالك الكثيرين من المثقفين والمستنيرين لم يألو جهدا في تشجيع
جيلنا ودعمه عبر كتابة رصينة ومحترمة نذكر منهم علي سبيل المثال د,منصور خالد
و د,حيدر أبراهيم علي.

لكن ذلك لاينفي وجود سلوك ممنهج من النخب السودانية لتثبيط الشباب والحد من قدراتهم,
هذا السلوك الممنهج أنسحب علي العامة فصار التمسك بأهداب الماضي والتحسر عليه
سمة من سمات الشخصية السودانية,,
فكل ماهو حاضر بالضرورة سيئ وكل ماهو قديم جميل هكذا بهذا التبسيط والتعميم المخل,,
نهدر كل تقييم عقلاني ومنطقي للظواهر المجتمعية ونلجأ لحيطة (الزمن) لنعلق عليه قصورنا

نعود لتساؤلنا هل فعلا الدنيا كانت بي خيرا,,

ساهمت النخب السياسية في ترسيخ هذا الوعي لتستخدمه كدافع لتعبئة الجماهير لتثور علي الأنظمة
الراهنة ففي اكتوبر كان هذا هو الخطاب السائد وأستمر في كل الديموقراطيات والديكتاتوريات ,,

كثيرا تسائلت ما الجميل في الماضي ؟؟فوجدت  جهل متفشي وقبلية ومعدلات نمو اقتصادي لاتذكر
وحرب أهلية كان المتسبب جيل البطولا فيها,,
فقر مدقع مجتمع أكثر تخلفا وأنغلاغا خدمة مدنية قد تكون جيدة لأنها كانت تركة للبيروقراطية البريطانية
لكن كانت بداية نهايتها بأهمالها من (جبل البطولات) بعدم تطويرها والأرتقاء بها,,
طبقة متعلمة ومثقفة صفوية ومنزوية ومحتكرة للبويتات الكبيرة,,
وعي سياسي طائفي وقبلي ,,

بكل هذا الماضي المخيب يخرج علينا اليوم بعض الأدعياء ليحدثونا عن جمال الماضي
ويمعنوا في تكدير كل ماهو جميل اليوم,,
في ظني أن هولاء ليسوا فقط غير عقلانيين في تقييمهم بل ايضا هم يعانون من حالة أنفصام
تام عن هذا الجيل الذي بكل المعايير أفضل من كل الاجيال التي سبقته بعدة معايير :
سوي كان المعيار مستوي التعليم أو الثقافة العامة أو القدرة علي التعاطي مع المنجزات العلمية والتكنولوجية
التي أوجدتها الثورة التكنومعلوماتية,,
وأغلب من يجزمون بضعف جيلنا هم من الأنطباعيين الذين لايجهدون أنفسهم في البحث عن الحقيقة
ويقيمو موازينهم علي الشواذ الذين لايخلو منهم كل جيل وكل شعب,,



2010  الخرطوم مازالت تقرأ بل تكتب ياهؤلاء,,,

من المقولات التي يرددها البعض (قديما كانت القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ)
وذلك للتدليل علي أن هذا الجيل لا يقرأ,,
لكن هذا الأفتراض خاطئ بل علي النقيض تماما الخرطوم تضاعف عدد الذين يقرأون فيها مرات كثيرة
وكذلك تضاعف عدد الذين يكتبون فيها يمكنك التأكد من ذلك بنظرة سريعة للتطور الذي حدث في المكتبة السودانية
وعلي حجم المؤلفات التي تطبع سنويا فبعد ان كان الطيب صالح منفردا بالرواية بتنا نسمع أسماء شابة (ك بركة ساكن وعماد براكة
وأبكر أدم أسماعيل وفي الصحف والمنتديات وسودانيز اونلاين تندهش من حجم الدراسات والمقالات والأراء الرصينة التي يقدمها كتاب شباب بمختلف توجهاتهم  ,,
وفي الشعر ( الصادق الرضي وعاطف خيري وفي القصة القصيرة والمسرح يحي فضل الله وأسماء كثيرة لم تجد الفرصة بعد.
وبأتساع الرقعة المتعلمة أتسعت دائرة القراءة قطعا,,
فشوارع الخرطوم مازالت عامرة ب (فريشة الكتب) ,,


,,لذا دعو الشباب وشأنهم سلمكم الله,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق