الأحد، 29 أغسطس 2010

من خواطر فتي حزين.....

حقيقة لا أدري لماذا أكتب اليوم هل هي العزلة التي أعيشها,في الحقيقة
انا لا أكتب لكم انا أناجي نفسي
,هيولي الفشل في الحياة ,الوحدة, نعم فلقد لاحظت من حوجتي
للناس والأنس بت كثير الملل....
فلقد عشت حياتي السابقة باللمة والناس .
لا أدري ربما هي لوثة الغربة
(والله طولة لساني دي هي المسوياها فيني)
فلقد كنت كثير السخرية من المغتربين عندما يتحدثون عن مراراتهم في المهاجر
اليوم كنت أسأل نفسي ما الذي اتي بي لمدن الملح هذه....
وألعن الظروف التي أضطرتنا للخر وج من وطننا لنعمل مع هؤلاء العرب الاجلاف
صرت من فرط الوحدة أستنطق سائقي التاكسي من بنقالة وهنود
(غايتو زي مابقولو القحة ولا صمة الخشم...

أنا مندهش من أيقاع الحياة السريع لهث الناس في الدنيا
(والله تشوف الناس جارية تقول القيامة بعد ربع ساعة)

...أنا جد حزين....
أنا أسف لقد أثقلت كاهلكم بهمومي لكن لو لم أكتب فسأرجع السودان
في أول طائرة,فالكتابة عزاائي الوحيد.. 

مسالك للهروب بالذات... أنا أعشق عزلتي


نحن الشرقيين عادة لا نميل للفردانية ونقدس العلاقات الاجتماعية
والتواصل الانساني وحميميته,,,.
لذا انسحب ذلك علي ضعف نزوعنا للكتابة ومناجاة الذات.
والتأمل في ماحولنا من أحداث ...

..انا أعشق عزلتي ..

نعم أنا أعشق عزلتي لأنها أتاحت لي الهروب بزاتي والتعرف عليها
بمعزل عن الاخرين .قبل أسابيع كنت مهموم وحزين لأنني لم اعتد
الوحدة والعزلة فأنا ككل السودانيين اعشق اللمة والونسة ,وانعكس ذلك في كتاباتي
(النوت الاسبق . من ذاكرة فتي حزين).
لكن لا حظت أنني تعودت بل بت أعشق هذه العزلة .
فهي مدخلي للتعرف علي الذات وأعادة تقييم للمواقف والشخوص.

في عزلتي تعلمت الكثير؟؟؟

,(في هذه الايام غالبا ما أكون لوحدي في (الشقة
أناجي الذاكرة والجدران وأعيد تقييم المواقف وأدون كل ما أفكر فيه كنت دائما احب الكتابة
لكن مع زحمة صروف الدهر والعمل العام والمجاملات أظنني كدت أنساها...
في عزلتي تصالحت مع صديقي الاول( الكتاب )بعد طول خصام
و اظن ان قراءتي هذه أجمل وافيد ف القراءة بتجرد كالعبادة بتجرد

...تأملت في الكثير

في علاقاتي الاجتماعية.
في شخصية شهاب الامين
في عبقرية نزار قباني الأدبية
وفي بيت شعر للمتنبئ
(ولما صار ود الناس خبا جزيت عن أبتسام بي أبتسام وصرت أشك في من اصطفيه)
وفي أسئلة يحي فضل الله الوجودية (أسئلة ليست للأجابة
في شخصية بابكر عثمان موسي فانا بكل صدق لا أعرف الكثير عنه
وفي الشخصية السودانية

...نصيحة...

أهربوا بذواتكم قليلا لتعيدوا ترتيب قصاصات الذاكرة المبعثرة

..تقبلو عميق ودي...

محمد بابكر
الشارقة

القول الفاصل في الرد علي الطيب مصطفي الجاهل

كانت لي مساجلات كثيرة مع الرجل ايام الجامعة في الندوات العامة والخاصة في صحيفة الانتباهة..وكثيرا
ما وصمته بالعنصرية وكانت دئما (درقتو الدين بضاري بيهو عنصريتو)....

الذي أستجد هو أن تصريح للطيب مصطفي ( سنطالب بالانفصال ولو دخل الجنوبيون في دين الله افواجا)!!!!!

أذن فلنبدأ تفكيكنا لأطروحته:

سوف أركز علي تفنيد محاولة تأصيل العنصرية وردها للدين في خطاب الطيب مصطفي

في أعتقادي ان الطيب مصطفي يمثل خطر علي الدين أكثر المستشرقين وغلاة الملحدين وكل ذلك بتفسيراته
الخاطئة للنصوص وتحميلها ما لا تحتمل لتوافق ما يدعو اليه . انتبه لهذا الامر الدكتور التجاني عبد القادر
ورد عليه بمقال أثير في صحيفة الاحداث علي ما أذكر..
المهم يرجع الطيب مصطفي دعوته العنصرية ويحاول تأصيلها من الدين عبر فهلوة نصوصية تلوي أعناق النصوص حيث يقول في ندواته (أن دعوتنا للبراء من المشركين تأتي أمتثال لسنة الرسول الكريم التي أستنها عندما برأ من المشركين في مكة وهاجر..

البراء من المشركين.....

البراء من المشركين هو من الاوامر الالهية التي علي المسلم الامتثال لها سأتطرق لهذا الموضوع لاحقا . مايهمنا هنا أن الاصل في الاسلام دعوته وحضه علي التعايش بين جميع البشر لذلك بقي الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة 13 سنة هي عمر الدعوة المكية ولم يخرج من مكة ألا بعد ان كثر الايذاء
و بات أمر الدعوة في خطر أذن من هذا نستنتج أن خروج الرسول (ص) كان لظرف أني وهو المحافظة علي الاسلام لأنه كان في ذلك الوقت ضعيفا

ثانيا أذا فرضنا صحة ادعاء الطيب مصطفي , فليس أهل الكتاب هم المشركين فلم يوصف القران اهل الكتاب ولو في أية واحدة بالشرك....

ثالثا: عندما هاجر المسلمون ألي الحبشة كانت تدين بالمسيحية وكذلك المدينة المنورة كان بها النصاري واليهود والوثنيين اذن الهجرة لم تكن بقصد البراء بل كانت للسبب الذي أسلفنا ذكره....

كما لدينا الكثير من النماذج من السنة المطهرة مثل (مواثييق الرسول (ص) مع اليهود في المدينة
والتعامل التجاري وحتي العلاقات الاجتماعية والسياسية (قصة الرسول (ص) مع جاره اليهودي الذي كان يلقي له الاوساخ كل يوم وعندما توقف فقده المصطفي فوجده مريض... ويكفي أن الرسول (ص) مات ودرعه مرهون ليهودي....
أما عن العلاقات السياسية فلقد بلغ أن طلب الرسول صلي الله عليه وسلم نصرة اليهود في حربه...

تحدث الكثير من العلماء عن مسألة البراء وللأمام الشوكاني رأي سديد في هذا الامر وهو تقييده
للأمر بالمسائل العقدية (قل يا أيها الكافرون)...
فلو أراد المسلمون البراء من المشركين في كل شئ لباتو في تخلف منقطع النظير,,,,فالمشركين ثلاث أرباع العالم.

كل هذا كان في جانب الدين الذي يتذرع به الطيب مصطفي لستر عنصريته المنتنة . فهاهو بالامس ينفي أن أسلام الجنوبيين لا يغير في الامر شيئا . نعم ذلك لأن الاصل في الامر هو العنصرية غير المبررة وليس
الخلاف في الدين فالاسلام بري مما يدعون.....

الشيخ الطيب مصطفي يزعم التمثل بسنة الرسول (ص) فيأخد مسألة البراء ويلوي عنقها لتساير معتقداته المريضة ويترك قول الرسول (ص) ...(دعوها فأنها منتنة)...ذلك لعمري ماكان يفعله بني أسرائيل يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ويحرفون الكلم عن مواضعه ليشتروا به ثمننا رخيصا...

لو كان الطيب مصطفي عنصريا فقط ذلك ليس امر مثير لكن أن يحاول أن يلبس الاسلام بلباس المنتنة فتلك هي والله المصيبة

بين محمود درويش والطيب صالح ..(قصة حنين ألي وطن الشقاء


كان لي صديق عندما ترد علي الخاطر ذكري
الطيب صالح وأهم بالتحدث عنه يقول لي (هو ليس الطيب صالح)
بل (الطيب الصالح),
حقا هو كما يقول رجل صالح.فعندما أكون بحضرته الادبية كأني
في حضرة (الحلاج) عمقا وتوضعا وزهدا فقصتهما بها كثير تشابه
فذلك الصوفي لم يفهمه أهل الحكم العضود ألا بعد رحيله وكذلك الطيب صالح
(لولا حكمة البسطاء من السودانيين لتمزق السودان كرداء قديم
ولقضت حماقات الساسة علي البقية الباقية منه) ....منسي أنسان نادر علي طريقته

هاهو السودان ياسيدي يواجه ما أقض مضجعك ولا محالة صائر كرداء قديم....
الطيب تجسيد لصفاء الذات السودانية ومثاليتها حكمتها وحنينها لوطن الشقاء....

درويش ..... سأصير يوما ما أريد

عندما كنت طفلا يافعا مقابلا للتلفاز مع والدي كانت في تلك الايام انتفاضة الفلسطينين الاولي 1994
أرقب نشرة الاخبار علي مضض فلم تكن تلك اولوياتي أنذاك .كان همي مسلسل الاطفال الذي يلي النشرة.
أستوقفني خبر (سلطات الاحتلال تنفي الشاعر محمود درويش)؟؟؟؟؟
قلت أغبياء هؤلاء القوم أيتركون ياسر عرفات وينفون شاعرا لا حول له ولا قوة...؟؟؟
لم أدر حينها أن كلمات هذا الدرويش كانت أبلغ من مماحكات هؤلاء الساسة...
لعل هذا الخبر كان محفزي لاحقا لأهتم بهذا الدرويش الفريد, قبل فترة وأنا أبحث في حاجياتي
وجدت قصاصات بها قصائد لدرويش من مجلات أخي هشام لعلها علي ما اظن من مجلة (العربي) كنت قد حفظتها منذ سنين..
دعكم من هذا  أنتم الان تتساءلون (اللمة درويش مع الطيب صالح شنو)؟؟؟
صدقا لا أعرف ؟؟؟
لعل ولعي بهما هو نقطة التلاقي
لكن حتما هما يتشابهان ف (الصالح الطيب) كما أحب ان أدعوه, جبل علي الحنين للسودان
وأهله ولدومة ود حامد وكرمكول وللنساء الثكالي من ويلات الحروب .وللزين ظريف الحي
والشيخ( الحنين) الرجل الورع صاحب الكرامات....

ودرويش...

هائم في الحنين للديار يبكي وطننا قسمت أوصاله وشعبا تنازعته المنافي وأحتضار الامنيات
في قصيدة (أحن ألي خبز أمي ) وفي (سأصير يوما ما أريد) تجسيد للحالة الذهانية التي تنتابه بعد بيع الوطن في مزادات (كامب ديفد وأوسلو ) وفي كل خيباتنا...
درويش يجسد طموح أمة للأنعتاق لتصير يوما ماتريد.

هما وفيان لأوطانهم ولذكرياتهم فالطيب كان وفيا للسودان أحتفظ بجوازه رغم المشاق التي كبدها له ووفيا لصديق عمره (بسطاروس) أو (أحمد منسي)
كذلك كان درويش وفيا لوطنه ولصديق عمره (الكردي) (مرثية درويش الكردي)

لملمت جرحك يا أبي

برموش أشعاري

فبكت عيون الناس

من حزني ... ومن ناري

كنا نحلم بالقمح والحب والسلام.....

هنالك صفة ملازمة للشخصية السودانية هي التعلق ب أهداب الماضي حتي بتنا لانري في الوجود شيئا جميلا,ولأنني كثير النقد للشخصية السودانية, ارجو ان تجدو لي العذر أن أتحدث عن أيامنا في جامعة جوبا
2003 ...
عندما أتذكر تلك الايام ونحن (برالمة ) في جامعة جوبا.كنت مستاءا جدا من حالي فالجامعة بعيدة في الكدرو في منطقة قاحلة.
وبيئة الجامعة سيئة للغاية وكانت خلاف لما رسمته لها في مخيلتي, تم قبولنا في جامعة جوبا في فترة كانت تعاني فيها من مشاكل أكاديمية وادارية كان ذلك في أغسطس 2003
فمعظم الدفعات كانت في حالة أعتصام مستمر مطالبين ببيئة دراسية واتحاد طلاب يعبر عنهم..ألخ
وجدنا نفسنا تقريبا لوحدنا في الجامعة(يعني مافي سناير برلمونا)
كنت غبر مرتاح لأسباب كثيرة منها بعد المسافة بين حي العمارات في الخرطوم ومنطقة الكدرو التي تقع فيها الجامعة ونظام الدراسة باللغة الانجليزية وكان اغلب من في الدفعة من الطلاب القادميين من معسكرات النزوح من أوغندا وكينيا كانو ينظرون لي ك (جلابة)....
مر الفصل الدراسي الاول وبدأنا الفصل الثاني ....
ومع الفصل الثاني فتحت الجامعة أبوابها لطلاب الدفعات السابقة لنا
وأتوا بي أحزابهم وجمعياتهم الثقافية وشخوصهم الغريبة....
كنت فتي يافع اكملت السادسة عشر في السنة الاولي للجامعة,فقصتي كقصة كثير من الذين بدأوا حياتهم الدراسية مبكرا كان شقيقي الاكبر(عثمان ) غريمي الاول فعندما دخل المدرسة تمردت بتلك العقلية الطفولية البريئة...(لي عثمان يدخل المدرسة وأنا اقعد في البيت)
فأخذني والدي للمرحوم (أبراهيم جابر) مدير مدرسة أدريس جماع وتم قبولي كمستمع في الفصل الاول وكنت لم أكمل الخامسة بعد....تفوقت وانتقلت للفصل الثاني ...وحتي الجامعة
عموما قبلوني في جامعة جوبا في نهاية 2003 كان تلك الايام بداية تفجر أزمة دارفور وأيام أتفاق ميشاكوس الاطاري كان الجميع منهمكون في تراجيديا الصراع كما يقول أبكر ادم اسماعيل... وأنا فتي أتي الجامعة وفي تصوره قطيع من النساء الجميلات بين أسوارها
عذرا للجندريات لهذه المفردة فأنا أروي من ذاكرة فتي مراهق...
كنت أسمع عن حرق القري وأغتصاب النساء في دارفور وعن ديكارت وماركس وانجلس جون لوك عن العقد الاجتماعي وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية وعن المشروع الحضاري وعن كل لوثات السياسة السودانية بأستغراب.... وأقول
(مالي ومال دا أنا جاي أشوف قرايتي وأشوف لي حبيبة جميلة)
شيئا ما بدت تشدني أركان النقاش كنا يافعين نجلس في البينشات مواجهين لديناصورات السياسة في الجامعة(محمد ابراهيم أبو عرب) و(لام جون.وأدورد...جميعهم كانو من من قضوا عقدا ونيف في معترك السياسة في الجامعة....

السنة الثانية....

أنجبتي مريم الاخري قطارا وحقيبة....


في السنة الثانية دون مقدمات قررت الانضمام للجبهة الوطنية الافريقية anf . كنت قبل ذلك متعاطف جدا مع نضال شعب جنوب السودان للأنعتاق. وكنت معجب برصانة جون قرنق وفكره العميق
والسبب الاهم هو قناعتي أنذاك بالتغيير الثوري وكنت طالما أسخر من تراهات جنرالات المقاهي والندوات عموما لأسباب كثيرة أنضممت لصفوف الanf ....

جلس معي صديقي الحالي (أتيم مايواك) وقد كان أنذاك السكرتير التنظيمي للanf ملأت أستمارة العضوية وقد صادف أنضامي المؤتمر العام للجبهة....
وشاركت فيه. عملت في الجبهة وحضرت كل الاحداث من أعتصامات ألي اجتماعات ألي ورش
تأهيل كنت شديد التحمس والتعصب للجبهة....
كنت اري بضرورة العمل الثوري وكنت احلم كما أسلفت بالقمح للضعفاء والحب والسلام...
ربما كانت يوتوبيا أفلاطون لكن المهم كنت سعيد بهذه اليوتوبيا وكما قال جوخ أليس من حقنا ان نحلم.....
اكتسبت الكثير من المهارات من سلوك القيادة العمل التنظيمي والنقابي والخطابة
وحالا أنغمست في دسائس السياسة فقمنا بحل اللجنة المركزية للجبهة التي كان أحد أعضائها صديقي (أتيم مايواك) بطبخة رديئة سببت الكثير من الاشكالات التنظيمية مازال التنظيم يعاني منها حتي الان ...

السنة الثالثة......
في السنة الثالثة أنغمست كليا في العمل العام مما أثر علي حياتي الاجتماعية والاكاديمية
وأنتخبت لعضوية مكتب رابطة الكلية ورابطة النيل الابيض بالجامعة وبت طبيعيا في حالة (داكي المحاضرة) .... لا أدري لو عاد بي الزمان ماذا سأفعل ...لكن حتما ما كنت لأكون غير الذي هو أنا عليه في خضم العمل العام والسياسة الفكر تبدلت اولوياتي فقدت قليلا وربحت كثيرا ففي تلك االايام كان لزاما عليك ان تكون مطلعا فالعراك السياسي لايحتمل أنصاف الاجوبة
والخصوم يتربصون بك....

السنة الرابعة..... أنا فتي يعشق الكتب الاناقة والجلوس علي الرصيف

في السنة الرابعة أنتخبت لقيادة تجمع طلاب الحركة الشعبية وكنا قد انتقلنا بالمنظومة قبل ذلك لأحضان الحركة الشعبية(بالرغم ان في ذلك مأخذ علي الكثيرين لكنها كنت فترة مخاض كما يقولون)... وكان أغلب الكادر المتمرس قد تخرج من الجامعة كانت المنظومة في احرج الاوقات التي مرت بها هذا حسب رائ فالبعض يظنون بتكاثر العضوية دليل عافية حتمي,
عملت في المكتب السياسي وسط كثير من الغوغائيين لم اعتد علي مثلهم فعلي مر تجربتي القصيرة عملت مع رجال حكماء لا ادري أن جاء مثلهم بعد تخرجي المهم تاذيت كثيرا من هؤلاء فكنت اذكر مقولة صديقي وهو سيقرا حتما هذا المقال (والله ياود بابكر في ناس بجو السياسة دي بالصدفة)
حقيقة كانت أيام زاهية وأحلامنا انذاك كانت كما يقول الشاعر اماني سندسية,
قناعتي ان الحياة يجب ان تعاش بكل تفاصيلها يجب ان تكون ماتود ان تكون لا مايريده لك الاخرين وجدت في هذه الحياة رجال ونساء نادرا مايجود لي الزمان بمثلهم.....ها أنا اكتب وهم يقرئون ماكتبت وكل واحد منهم في بقعة مختلفة منهم من ركب النفاثات الي المهاجر ومنهم من انصرف ألي معايشه وهئنذا في مدن الملح هذه لكن مايجمعنا تلك القهوة والسجارة (المخمسة) والكولنق والذكريات الجميلة... دمتم يا أصحاب

...... إلي ذكري شهاب آفل.....

كثيرا ما حاول الاصدقاء أستنطاقي لأكتب عن شهاب الامين وكانت ذكراه دوما منطقة محظورة
في الذاكرة لم أرد أن أجتر الالم واعيد انتاجه من جديد لكن بالامس كنت مع صديقي ود علوية بت الامير وحدثني عن صديق له آلمه فقده فحفزني ذلك كي أنفض الغبار عن الذاكرة واجرد كيبوردي لأتحدث عن شهاب الامين ....

هذه دعوة مني لكم جميعا اكتبو لنا عن كل حبيب فقدتموه
وعن كل الذين تركوا بصمتهم في حيز الروح فهم أولي
أن نذكرهم وأن نظل اوفياء لذكراهم...


.......هو رجل الوقت سهوا.....

الزمان:3-2-2009
المكان: مدينة جوبا فندق جوبا بريدج

رن الهاتف.....كان المتصل هو شهاب الامين بصوته المرح ياحبيبنا أنت وين
أنا جاي علي السوق العربي لاقيني في السلطان الشامي....)

لم يكن يعلم أنني غادرت لجوبا لبعض الالتزامات التنظيمية كنا دوما نلتقي في مقاهي
السوق العربي, او يحدث أحدنا الاخر بالهاتف....

كنت جد مستغرب لهذا الرجل الذي أقتحم حياتي الهادئة بصخبه المحبب ولا أدري
ما الذي جعلني أحبه بهذه السرعة وانا رجل كثير التحفظ تجاه الاخرين....

تحدثنا كثيرا ذلك اليوم ليس كعادتنا فدائما لا تتعدي مكالمتنا بضع دقائق....


....محطات علي رصيف الذاكرة....

جامعة جوبا كانت الملتقي في خصومات السياسة وتراهات (الرادكالية المفرطة)....شهاب كادر الجبهة الديموقراطية سليط اللسان قوي البيان. هذا كل ماكانت تختزنه الذاكرة...

ألي ان شاءت الاقدار أن تقرب بيننا في نهاية 2008 ...كنت اشرب قهوتي في كافتريا الاتحاد
وقف أمامي (يا أبو حميد كيفنك(...... كان حينها مستاء جدا من أوليقاشيا الجبهة الديموقراطية
وأراد الانضمام للحركة ,جلسنا طويلا تناقشنا وأن شئت قل تبارينا وكأن أحدنا كان يريد
أرسال رسالة للأخر عرفته في ذلك اليوم وعرفني وأمتد حبل الود الذي لن يقطعه هادم اللذات...


.......ياصديقي ليتنا لم نلتقي..........

قلتها كثيرا ليتنا لم نلتقي في ذلك اليوم وليتني احتفظت بانطباعيتي تجاهك.....

كثيرون هم من دهشوا من حزني عليك ونحن لم نتصادق سوي شهرين..
لكنك كنت كمن عرفته طوال حياتي ....لا تكترث أنا فخور بأنك صديقي
رغم الالم الذي سببه رحيلك المفجع....
شهرين نادرا ما افترقنا فيها لعلنا كنا ننتهز ماتبقي لنا من أيام خرجنا سويا ألي (الوالدة أمال)
وفي الفتيحاب أجتمعنا مع الاسرة الدافئة حول (الكسرة بي النعيمية)....
ليتنا لم نلتقي .... او كما قال الشاعر (ما كان ملكني هواك وياريت هواك ماكان)
نعم ياريت هواك ماكان فعندما تفجع في الذي تحب تدرك معني ألم غياب أحدهم...

لو اننا لم نلتقي لما سهرت الليالي حزنا وكمدا علي شبابك الغض...
الزمان : 4-2-2009
المكان جوبا
رن الهاتف كان المتحدث ...(مايكل كرستوفر)
يامحمد بابكر ياخ شهاب دا عمل حادث بسيط كدة وكسر رجلو)
كان يخفي الحقيقة عني أحسست بذلك قلت له( أديني ليهو عشان اكفر ليهو)....أجاب(انا هسة بعيد منو)
أستمرت المماطلة, ألي أن عرفت الحقيقة,
حادث مروع في طريق الاذاعة أستوجب دخوله العناية المكثفة وهو في حالة أغماء منذ ثلاث أيام ...وساءت الحالة حتي بلغت لتلف كامل في خلايا الدماغ...
هرعت لأول طائرة متجهة ألي الخرطوم , وصلت ألي الخرطوم الساعة الرابعة عصرا...
رن الهاتف ..المتصل (مايكل كرستوفر).....(يامحمد أنت وصلت ؟؟؟ تعال سريع السلاح الطبي الزول دا خلاص؟؟؟؟
صرخت مااات فسكت وسكت ,وانهمرت الدموع..
توجهنا صوب السلاح الطبي كان معي (محمد الفاتح) أتصل بمرافقيه بالمستشفي فقالو هو في حالة أحتضار)...
الزمان الساعة الرابعة والنصف
المكان السلاح الطبي أمدرمان

كان المكان مكتظ بالحزن والخوف والدموع , أقتحمت هذا السكون صوب غرفة العناية المركزة, لم أكترث لممانعة الاطباء كان همي أن أراه لأكذب كل الذي قالوه أردته هاشا باشا
كما عهدته.....
لكنني وجدت رجل تفصله من الموت بضع معدات طبية... لم أحتمل...
خرجت قالو لي هو في حالة موت (اكلينكي) لم افهم أو لعلي لم أرد أن أفهم....
بضع لحظات من وصولي , خرج لنا (المستر ) ليعلن خبر وفاته.....

كأنك ياصديقي لم ترد أن تفارق قبل حضوري ...دوما كنت هكذا تكره الغياب ( وكنت الذي يتفقدنا في غيابنا)
ودوما ماعودنا الموت أن يختار الافضل..... عام ومئة وستة أيام علي الرحيل المفجع أيام ومازال الجرح يأبي أن يندمل............

هوي يانجوم اليل ماشفتي ليكي شهاب
عم المداين ضي شال المحنة وفات

موسم الهجرة الي الجنوب

هذه الأيام المطبخ السياسي في السودان يعمل علي الكثير من
الوصفات السياسية لكي يتجنب الوطن شر التمزق ,,والطائرات في حالة
اقلاع دائم صوب الجنوب تحركات من كبار المسؤولين من كلا الشريكين
,,,وبعض التسريبات تقول أن حزب المؤتمر الوطني أقترح مشروع الكنفدرالية
علي قيادة الحركة الشعبية لا سيما أن الحركة قد تقدمت بهذا المقترح سابقا في
أبوجا وفي مفاوضات الأيقاد,,وقيل أن هذا المقترح يحظي بدعم شديد من كافة الدول
العربية وعلي رأسها مصر,,

تأتي هذه التحركات بعد أن أيقن الجميع أنه في حالة الذهاب لتقرير المصير فأن الحتمي هو
أن يختار الجنوبيين الأنفصال ,,ويظهر ذلك جليا في المظاهرات الأخيرة في عاصمة الجنوب
الداعمة للأنفصال بشدة,,

قبل ايام طرح هذا الموضوع في أحدالبرامج التفاعلية لهيئة الأذاعة البريطانية عبر موقعهم علي
الأنترنت كنت مشاركا فيه,وأندهش الجميع من كوني شمالي يدعي أنه وحدوي لكن يدعم تقرير المصير
أي بشكل غير مباشر يدعم خيار الأنفصال,,لكن قطعا لدي مايبرر موقفي هذا في دعمي لحق تقرير المصير
للجنوبيين:؛

أولا لأن حق تقرير المصير هو من الحقوق الأساسية المطلوبة لتحقيق مفهوم الدولة الرضائية
ثانيا:هو قناعتي أن أي خطوة تحاول تجاوز عملية تقرير المصير ستعود علي السودان بنتائج كارثية
ودموية لأن الشارع الجنوبي الأن تمت تعبئته تجاه عملية تقرير المصير لذا فان أي محاولة لتجاوز هذا
الواقع ستكون صعبة,,
وحتي الحركة الشعبية بجيشها ستفقد السيطرة علي الأمن في الجنوب وستبدأ سلسلة من التمردات وسط الجيش الشعبي الذي حتي الأن لم تستطع حكومة الجنوب من تنظيمه بشكل جيد ومازال يفتقد للضبط والربط
ويفتقد الرانكرز ليدرشب,, هذا قطعا يرجع المشكلة الي وضع اكثر سوء من ذي قبل علما بأن الجيش الشعبي لم يعد تلك الفصائل ضعيفة الامداد والتسليح.
ثالثا::أن دعمي لحق تقرير المصير لاينم عن عدم رغبتي في ان يظل السودان موحد,,بل هو محاولة لدعم أكثر البدائل التي بأمكانها ترسيخ السلام والأستقرار ,,ويعتمد علي حكمة (أذا أردت شئ بشدة فأطلق سراحه فان عاد أليك فتاكد أنك لن تفقده ابدا وأن لم يعد فأنه لم يكن لك أصلا),هذا مع التاكيد بأن الوحدة هي ليست حصرا لفئة دون أخري بل هي شعور جمعي اذا فقده أحد الاطراف أختل وتلف,,

لذا في رأي فلنترك الجنوبيين ليقرروا مصيرهم لوحدهم فأن اختارو الوحدة فهذا هو المطلوب وأن اختارو الأنفصال فليكن فالسلام أولي من الوحدة ولا نريد تلك الوحدة التي أفنت أبنائنا وشبابنا بل نريد وحدة تنعم بها البلاد بالسلام والأستقرار

الكتابة في حالة شجن,,,


هي كتابة من أجل الكتابة ,,نتجرد فيها من لوثة الكتابة الموجهة أو الكتابة من أجل المال......
وهنا في المهاجر ليس هناك وجيع تقاسمه مراراتك وشجونك لذلك تكتب وتكتب,,والشجون في هذه البلاد تتضاعف وتكبر ..فالحزن الباهت يبدو واضح المعالم,,,والرجل حينما يبتعد عن الوطن يمسي رقيق القلب شفيف النفس,,كل الأشياء تكتسيها ألوان مختلفة ,,عندما يشتد الحر تتذكر غمامات الخريف وعشبة الربعة وتذمر السودانيين من سوء التصريف بعد أن يغمر الماء الطرق,,,,
وعندما تضيق من تعقد الحياة وشرور النفوس ,,تتذكر بساطة الحياة ورقة البشر,,,
والكتابة في حالة شجن تظل أصدق الكتابات فالرجل في غمرة الحزن يخرج عن طور الرزانة والتقالة ورجاحة العقل,,ويتحور الي كائن رقيق آخر..ويتم التساوي الذي أضنا الجندريات طلبه,,,
والموت لازال في مسعاه لأختيار الأفضل بيننا لتتحقق مقولة المعصوم (لا تقوم الساعة ألا علي شرار البشر).
وذلك الفتي الأبنوسي آلت نفسه ألا أن تغادر دنيانا( أم بنايا قش كما كان يقول هو ذاته) مات سامي وحيدا في غرفة باردة وضيقة كما كان يخشي ,,فقبل أسابيع قال لي في محادثة هاتفية من لندن,,,الطيب صالح محق عندما قال لماذا نترك الأهل والحيشان الوسيعة لنقبع في غرف ضيقة وباردة وحدنا ,,,لهفي عليك يا ابن أمي وكأني بك قد علمت ماسيحدث لك...............
وهذا الكائن المسمي مجازا ملك الحزن ما أنفك يتخير خيار النفوس من اصدقائي ليذهب بها لأمكنة عصية علي الوصول فبعد أن سلب مني الشهاب الامين عاد ليسلب الأخر في تراجيديا مستمرة الي أبد الأبدين,,,
وبعض البشر لا تعرفهم لكن تحزن لموتهم كم تعرفهم أو اشد حزنا ففي أغسطس الأسبق حزت علي درويش وبعده بأشهر علي الطيب صالح وكأنهم أصدقاء طفولتي,,,,
ويبقي هذا الموت ليقول لنا لولا الموت لما كان للحياة معني,,
وبقي الموت قائما لتكتمل الثنائيات الرتيبة مابين الحزن والفرح,والفقر والغني,,والموت والحياة,,
ويبقي ليقول يا بن أدم مهما تكبرت فأنك ميت ولا محالة تطمر تحت هذا التراب,,,
ويبقي ليقول لنا (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والأكرام)

تقرير ضمير قبل المصير,,,

                                                                                                                                                                            حقو تعاين لي نفسك من جوة!!

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بذلك التبسيط المعهود عدنا لنسمع شعارات الوحدة
القديمة(منقو قل لاعاش من يفصلنا) وأغرب شئ
أنو مايفصلنا مستبطن في النفوس أو كما قال فرانسيس دينق
(المسكوت عنه هو مايفرقنا) ,,,
مايفرقنا هو عصيبة قومية وأستعلاء ,,
مايفرقنا هو شمالي ينظر لأخيه الجنوبي نظرة فوقية
وجنوبي ينظر للشمالي ( كجلابة
مايفرقنا هو 2 مليون قتيل
ومايفرقنا هي نفوس أوغرت بالحقد
مايفرقنا كثير...

أيوجعك الوصف فليوجعك؟؟
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فليوجعك ..فالأمم لا تبني بالشعارات البالية ولقد جربنا وحدة الشعارات
فبماذا عادت علينا ,,أقرأ تاريخ السودان للقدال أو لأبو سليم ستجد تشابه
حد التطابق بين مايحدث الأن وماحدث في الأربعينات أبان مؤتمر جوبا,,


اسئلة حتما للأجابة؟؟؟
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قبل أن نطلق العنان لشعاراتنا التي أهترأت علينا أن نسأل نفسنا
أسئلة مهمة علي ضوئها بأمكاننا الأجابة عندها بأمكاننا أن نرفع من الشعارات ما شئنا
هل نحن مستعدين لتقبل بعضنا؟؟
وهل نرغب في الوحدة التي ننشدها وحدة هوية أم وحدة نفطية؟؟
وهل لدينا القدرة لنتعامل مع بعضنا كبشر ؟؟


تقرير ضمير قبل المصير
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اذا أجبت بنعم فعندها يمكنك أن تقول لمنقو (قل لا عاش من يفصلنا
ومنقو حتما سيقول  لاعاش من يفصلنا