الأحد، 29 أغسطس 2010

موسم الهجرة الي الجنوب

هذه الأيام المطبخ السياسي في السودان يعمل علي الكثير من
الوصفات السياسية لكي يتجنب الوطن شر التمزق ,,والطائرات في حالة
اقلاع دائم صوب الجنوب تحركات من كبار المسؤولين من كلا الشريكين
,,,وبعض التسريبات تقول أن حزب المؤتمر الوطني أقترح مشروع الكنفدرالية
علي قيادة الحركة الشعبية لا سيما أن الحركة قد تقدمت بهذا المقترح سابقا في
أبوجا وفي مفاوضات الأيقاد,,وقيل أن هذا المقترح يحظي بدعم شديد من كافة الدول
العربية وعلي رأسها مصر,,

تأتي هذه التحركات بعد أن أيقن الجميع أنه في حالة الذهاب لتقرير المصير فأن الحتمي هو
أن يختار الجنوبيين الأنفصال ,,ويظهر ذلك جليا في المظاهرات الأخيرة في عاصمة الجنوب
الداعمة للأنفصال بشدة,,

قبل ايام طرح هذا الموضوع في أحدالبرامج التفاعلية لهيئة الأذاعة البريطانية عبر موقعهم علي
الأنترنت كنت مشاركا فيه,وأندهش الجميع من كوني شمالي يدعي أنه وحدوي لكن يدعم تقرير المصير
أي بشكل غير مباشر يدعم خيار الأنفصال,,لكن قطعا لدي مايبرر موقفي هذا في دعمي لحق تقرير المصير
للجنوبيين:؛

أولا لأن حق تقرير المصير هو من الحقوق الأساسية المطلوبة لتحقيق مفهوم الدولة الرضائية
ثانيا:هو قناعتي أن أي خطوة تحاول تجاوز عملية تقرير المصير ستعود علي السودان بنتائج كارثية
ودموية لأن الشارع الجنوبي الأن تمت تعبئته تجاه عملية تقرير المصير لذا فان أي محاولة لتجاوز هذا
الواقع ستكون صعبة,,
وحتي الحركة الشعبية بجيشها ستفقد السيطرة علي الأمن في الجنوب وستبدأ سلسلة من التمردات وسط الجيش الشعبي الذي حتي الأن لم تستطع حكومة الجنوب من تنظيمه بشكل جيد ومازال يفتقد للضبط والربط
ويفتقد الرانكرز ليدرشب,, هذا قطعا يرجع المشكلة الي وضع اكثر سوء من ذي قبل علما بأن الجيش الشعبي لم يعد تلك الفصائل ضعيفة الامداد والتسليح.
ثالثا::أن دعمي لحق تقرير المصير لاينم عن عدم رغبتي في ان يظل السودان موحد,,بل هو محاولة لدعم أكثر البدائل التي بأمكانها ترسيخ السلام والأستقرار ,,ويعتمد علي حكمة (أذا أردت شئ بشدة فأطلق سراحه فان عاد أليك فتاكد أنك لن تفقده ابدا وأن لم يعد فأنه لم يكن لك أصلا),هذا مع التاكيد بأن الوحدة هي ليست حصرا لفئة دون أخري بل هي شعور جمعي اذا فقده أحد الاطراف أختل وتلف,,

لذا في رأي فلنترك الجنوبيين ليقرروا مصيرهم لوحدهم فأن اختارو الوحدة فهذا هو المطلوب وأن اختارو الأنفصال فليكن فالسلام أولي من الوحدة ولا نريد تلك الوحدة التي أفنت أبنائنا وشبابنا بل نريد وحدة تنعم بها البلاد بالسلام والأستقرار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق