الأحد، 29 أغسطس 2010

الكتابة في حالة شجن,,,


هي كتابة من أجل الكتابة ,,نتجرد فيها من لوثة الكتابة الموجهة أو الكتابة من أجل المال......
وهنا في المهاجر ليس هناك وجيع تقاسمه مراراتك وشجونك لذلك تكتب وتكتب,,والشجون في هذه البلاد تتضاعف وتكبر ..فالحزن الباهت يبدو واضح المعالم,,,والرجل حينما يبتعد عن الوطن يمسي رقيق القلب شفيف النفس,,كل الأشياء تكتسيها ألوان مختلفة ,,عندما يشتد الحر تتذكر غمامات الخريف وعشبة الربعة وتذمر السودانيين من سوء التصريف بعد أن يغمر الماء الطرق,,,,
وعندما تضيق من تعقد الحياة وشرور النفوس ,,تتذكر بساطة الحياة ورقة البشر,,,
والكتابة في حالة شجن تظل أصدق الكتابات فالرجل في غمرة الحزن يخرج عن طور الرزانة والتقالة ورجاحة العقل,,ويتحور الي كائن رقيق آخر..ويتم التساوي الذي أضنا الجندريات طلبه,,,
والموت لازال في مسعاه لأختيار الأفضل بيننا لتتحقق مقولة المعصوم (لا تقوم الساعة ألا علي شرار البشر).
وذلك الفتي الأبنوسي آلت نفسه ألا أن تغادر دنيانا( أم بنايا قش كما كان يقول هو ذاته) مات سامي وحيدا في غرفة باردة وضيقة كما كان يخشي ,,فقبل أسابيع قال لي في محادثة هاتفية من لندن,,,الطيب صالح محق عندما قال لماذا نترك الأهل والحيشان الوسيعة لنقبع في غرف ضيقة وباردة وحدنا ,,,لهفي عليك يا ابن أمي وكأني بك قد علمت ماسيحدث لك...............
وهذا الكائن المسمي مجازا ملك الحزن ما أنفك يتخير خيار النفوس من اصدقائي ليذهب بها لأمكنة عصية علي الوصول فبعد أن سلب مني الشهاب الامين عاد ليسلب الأخر في تراجيديا مستمرة الي أبد الأبدين,,,
وبعض البشر لا تعرفهم لكن تحزن لموتهم كم تعرفهم أو اشد حزنا ففي أغسطس الأسبق حزت علي درويش وبعده بأشهر علي الطيب صالح وكأنهم أصدقاء طفولتي,,,,
ويبقي هذا الموت ليقول لنا لولا الموت لما كان للحياة معني,,
وبقي الموت قائما لتكتمل الثنائيات الرتيبة مابين الحزن والفرح,والفقر والغني,,والموت والحياة,,
ويبقي ليقول يا بن أدم مهما تكبرت فأنك ميت ولا محالة تطمر تحت هذا التراب,,,
ويبقي ليقول لنا (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والأكرام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق