الأحد، 29 أغسطس 2010

كنا نحلم بالقمح والحب والسلام.....

هنالك صفة ملازمة للشخصية السودانية هي التعلق ب أهداب الماضي حتي بتنا لانري في الوجود شيئا جميلا,ولأنني كثير النقد للشخصية السودانية, ارجو ان تجدو لي العذر أن أتحدث عن أيامنا في جامعة جوبا
2003 ...
عندما أتذكر تلك الايام ونحن (برالمة ) في جامعة جوبا.كنت مستاءا جدا من حالي فالجامعة بعيدة في الكدرو في منطقة قاحلة.
وبيئة الجامعة سيئة للغاية وكانت خلاف لما رسمته لها في مخيلتي, تم قبولنا في جامعة جوبا في فترة كانت تعاني فيها من مشاكل أكاديمية وادارية كان ذلك في أغسطس 2003
فمعظم الدفعات كانت في حالة أعتصام مستمر مطالبين ببيئة دراسية واتحاد طلاب يعبر عنهم..ألخ
وجدنا نفسنا تقريبا لوحدنا في الجامعة(يعني مافي سناير برلمونا)
كنت غبر مرتاح لأسباب كثيرة منها بعد المسافة بين حي العمارات في الخرطوم ومنطقة الكدرو التي تقع فيها الجامعة ونظام الدراسة باللغة الانجليزية وكان اغلب من في الدفعة من الطلاب القادميين من معسكرات النزوح من أوغندا وكينيا كانو ينظرون لي ك (جلابة)....
مر الفصل الدراسي الاول وبدأنا الفصل الثاني ....
ومع الفصل الثاني فتحت الجامعة أبوابها لطلاب الدفعات السابقة لنا
وأتوا بي أحزابهم وجمعياتهم الثقافية وشخوصهم الغريبة....
كنت فتي يافع اكملت السادسة عشر في السنة الاولي للجامعة,فقصتي كقصة كثير من الذين بدأوا حياتهم الدراسية مبكرا كان شقيقي الاكبر(عثمان ) غريمي الاول فعندما دخل المدرسة تمردت بتلك العقلية الطفولية البريئة...(لي عثمان يدخل المدرسة وأنا اقعد في البيت)
فأخذني والدي للمرحوم (أبراهيم جابر) مدير مدرسة أدريس جماع وتم قبولي كمستمع في الفصل الاول وكنت لم أكمل الخامسة بعد....تفوقت وانتقلت للفصل الثاني ...وحتي الجامعة
عموما قبلوني في جامعة جوبا في نهاية 2003 كان تلك الايام بداية تفجر أزمة دارفور وأيام أتفاق ميشاكوس الاطاري كان الجميع منهمكون في تراجيديا الصراع كما يقول أبكر ادم اسماعيل... وأنا فتي أتي الجامعة وفي تصوره قطيع من النساء الجميلات بين أسوارها
عذرا للجندريات لهذه المفردة فأنا أروي من ذاكرة فتي مراهق...
كنت أسمع عن حرق القري وأغتصاب النساء في دارفور وعن ديكارت وماركس وانجلس جون لوك عن العقد الاجتماعي وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية وعن المشروع الحضاري وعن كل لوثات السياسة السودانية بأستغراب.... وأقول
(مالي ومال دا أنا جاي أشوف قرايتي وأشوف لي حبيبة جميلة)
شيئا ما بدت تشدني أركان النقاش كنا يافعين نجلس في البينشات مواجهين لديناصورات السياسة في الجامعة(محمد ابراهيم أبو عرب) و(لام جون.وأدورد...جميعهم كانو من من قضوا عقدا ونيف في معترك السياسة في الجامعة....

السنة الثانية....

أنجبتي مريم الاخري قطارا وحقيبة....


في السنة الثانية دون مقدمات قررت الانضمام للجبهة الوطنية الافريقية anf . كنت قبل ذلك متعاطف جدا مع نضال شعب جنوب السودان للأنعتاق. وكنت معجب برصانة جون قرنق وفكره العميق
والسبب الاهم هو قناعتي أنذاك بالتغيير الثوري وكنت طالما أسخر من تراهات جنرالات المقاهي والندوات عموما لأسباب كثيرة أنضممت لصفوف الanf ....

جلس معي صديقي الحالي (أتيم مايواك) وقد كان أنذاك السكرتير التنظيمي للanf ملأت أستمارة العضوية وقد صادف أنضامي المؤتمر العام للجبهة....
وشاركت فيه. عملت في الجبهة وحضرت كل الاحداث من أعتصامات ألي اجتماعات ألي ورش
تأهيل كنت شديد التحمس والتعصب للجبهة....
كنت اري بضرورة العمل الثوري وكنت احلم كما أسلفت بالقمح للضعفاء والحب والسلام...
ربما كانت يوتوبيا أفلاطون لكن المهم كنت سعيد بهذه اليوتوبيا وكما قال جوخ أليس من حقنا ان نحلم.....
اكتسبت الكثير من المهارات من سلوك القيادة العمل التنظيمي والنقابي والخطابة
وحالا أنغمست في دسائس السياسة فقمنا بحل اللجنة المركزية للجبهة التي كان أحد أعضائها صديقي (أتيم مايواك) بطبخة رديئة سببت الكثير من الاشكالات التنظيمية مازال التنظيم يعاني منها حتي الان ...

السنة الثالثة......
في السنة الثالثة أنغمست كليا في العمل العام مما أثر علي حياتي الاجتماعية والاكاديمية
وأنتخبت لعضوية مكتب رابطة الكلية ورابطة النيل الابيض بالجامعة وبت طبيعيا في حالة (داكي المحاضرة) .... لا أدري لو عاد بي الزمان ماذا سأفعل ...لكن حتما ما كنت لأكون غير الذي هو أنا عليه في خضم العمل العام والسياسة الفكر تبدلت اولوياتي فقدت قليلا وربحت كثيرا ففي تلك االايام كان لزاما عليك ان تكون مطلعا فالعراك السياسي لايحتمل أنصاف الاجوبة
والخصوم يتربصون بك....

السنة الرابعة..... أنا فتي يعشق الكتب الاناقة والجلوس علي الرصيف

في السنة الرابعة أنتخبت لقيادة تجمع طلاب الحركة الشعبية وكنا قد انتقلنا بالمنظومة قبل ذلك لأحضان الحركة الشعبية(بالرغم ان في ذلك مأخذ علي الكثيرين لكنها كنت فترة مخاض كما يقولون)... وكان أغلب الكادر المتمرس قد تخرج من الجامعة كانت المنظومة في احرج الاوقات التي مرت بها هذا حسب رائ فالبعض يظنون بتكاثر العضوية دليل عافية حتمي,
عملت في المكتب السياسي وسط كثير من الغوغائيين لم اعتد علي مثلهم فعلي مر تجربتي القصيرة عملت مع رجال حكماء لا ادري أن جاء مثلهم بعد تخرجي المهم تاذيت كثيرا من هؤلاء فكنت اذكر مقولة صديقي وهو سيقرا حتما هذا المقال (والله ياود بابكر في ناس بجو السياسة دي بالصدفة)
حقيقة كانت أيام زاهية وأحلامنا انذاك كانت كما يقول الشاعر اماني سندسية,
قناعتي ان الحياة يجب ان تعاش بكل تفاصيلها يجب ان تكون ماتود ان تكون لا مايريده لك الاخرين وجدت في هذه الحياة رجال ونساء نادرا مايجود لي الزمان بمثلهم.....ها أنا اكتب وهم يقرئون ماكتبت وكل واحد منهم في بقعة مختلفة منهم من ركب النفاثات الي المهاجر ومنهم من انصرف ألي معايشه وهئنذا في مدن الملح هذه لكن مايجمعنا تلك القهوة والسجارة (المخمسة) والكولنق والذكريات الجميلة... دمتم يا أصحاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق