الأحد، 29 أغسطس 2010

بين محمود درويش والطيب صالح ..(قصة حنين ألي وطن الشقاء


كان لي صديق عندما ترد علي الخاطر ذكري
الطيب صالح وأهم بالتحدث عنه يقول لي (هو ليس الطيب صالح)
بل (الطيب الصالح),
حقا هو كما يقول رجل صالح.فعندما أكون بحضرته الادبية كأني
في حضرة (الحلاج) عمقا وتوضعا وزهدا فقصتهما بها كثير تشابه
فذلك الصوفي لم يفهمه أهل الحكم العضود ألا بعد رحيله وكذلك الطيب صالح
(لولا حكمة البسطاء من السودانيين لتمزق السودان كرداء قديم
ولقضت حماقات الساسة علي البقية الباقية منه) ....منسي أنسان نادر علي طريقته

هاهو السودان ياسيدي يواجه ما أقض مضجعك ولا محالة صائر كرداء قديم....
الطيب تجسيد لصفاء الذات السودانية ومثاليتها حكمتها وحنينها لوطن الشقاء....

درويش ..... سأصير يوما ما أريد

عندما كنت طفلا يافعا مقابلا للتلفاز مع والدي كانت في تلك الايام انتفاضة الفلسطينين الاولي 1994
أرقب نشرة الاخبار علي مضض فلم تكن تلك اولوياتي أنذاك .كان همي مسلسل الاطفال الذي يلي النشرة.
أستوقفني خبر (سلطات الاحتلال تنفي الشاعر محمود درويش)؟؟؟؟؟
قلت أغبياء هؤلاء القوم أيتركون ياسر عرفات وينفون شاعرا لا حول له ولا قوة...؟؟؟
لم أدر حينها أن كلمات هذا الدرويش كانت أبلغ من مماحكات هؤلاء الساسة...
لعل هذا الخبر كان محفزي لاحقا لأهتم بهذا الدرويش الفريد, قبل فترة وأنا أبحث في حاجياتي
وجدت قصاصات بها قصائد لدرويش من مجلات أخي هشام لعلها علي ما اظن من مجلة (العربي) كنت قد حفظتها منذ سنين..
دعكم من هذا  أنتم الان تتساءلون (اللمة درويش مع الطيب صالح شنو)؟؟؟
صدقا لا أعرف ؟؟؟
لعل ولعي بهما هو نقطة التلاقي
لكن حتما هما يتشابهان ف (الصالح الطيب) كما أحب ان أدعوه, جبل علي الحنين للسودان
وأهله ولدومة ود حامد وكرمكول وللنساء الثكالي من ويلات الحروب .وللزين ظريف الحي
والشيخ( الحنين) الرجل الورع صاحب الكرامات....

ودرويش...

هائم في الحنين للديار يبكي وطننا قسمت أوصاله وشعبا تنازعته المنافي وأحتضار الامنيات
في قصيدة (أحن ألي خبز أمي ) وفي (سأصير يوما ما أريد) تجسيد للحالة الذهانية التي تنتابه بعد بيع الوطن في مزادات (كامب ديفد وأوسلو ) وفي كل خيباتنا...
درويش يجسد طموح أمة للأنعتاق لتصير يوما ماتريد.

هما وفيان لأوطانهم ولذكرياتهم فالطيب كان وفيا للسودان أحتفظ بجوازه رغم المشاق التي كبدها له ووفيا لصديق عمره (بسطاروس) أو (أحمد منسي)
كذلك كان درويش وفيا لوطنه ولصديق عمره (الكردي) (مرثية درويش الكردي)

لملمت جرحك يا أبي

برموش أشعاري

فبكت عيون الناس

من حزني ... ومن ناري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق